تخليدا لليوم العالمي للأسرة ، اختار منتدى الزهراء للمراة المغربية هذه السنة ، شكلا جديدا من أشكال الاحتفال بهذا اليوم تمثل في إصداره لكتاب "حضور الآباء في تربية الأبناء "لصاحبه أحمد كافي ، أحد الدكاترة المرموقين في مجال الدراسات الإسلامية.
كتاب ، كم هي مثيرة و سانية فكرته؟ ! فقد رسم لنا الدكتور أحمد كافي من خلالها رسما شاملا لحضور الآباء في تربية الأبناء ، هذا الحضور الإيجابي طبعا استحضر فيه نماذج من تاريخنا الإسلامي المشرق ، بدءا ببعض الرسل سلام الله عليهـم ( نوح، إبراهيم، يعقوب ولقمان الحكيم ) و مرورا بحضور خاتمهم وأشرف الخلق جميعا محمد(ص)عند البناء ، وذلك من قبيل حضوره النبوي على مائدة الطعام ، وحضوره بالصبر على الأطفال ، وحضوره باللعب مع أبنائه...، ووصولا إلى نماذج من حضور الآباء و الأمهات في حياة الأبناء ( عمر بن عبد العزيز، علي بن عياض ،الإمام الشافعي ، الإمام البخاري ، سفيان الثوري ) شخصيات سامية، سعى إليها صاحب الكتاب قصدا، باعتبارها صورة سامقة لرجالات ممن بصموا حياة أبنائهم بقوة وسجلوا بمداد من ذهب ذكراهم العطرة التي لا تشيخ ولا تنسى..
وبالجملة ، هذا الكتاب هو دليل إرشادي لكل الآباء للتعامل الإيجابي مع أبنائهم، وبعبارة أدق هذا الكتاب –وكما كتب على غلافه الأخضر-" هدية إلى لآباء والأمهات...الذين اتخذوا الحضور في حياة أبنائهم عبادة، لصناعة الرجال والنساء : القادة والأئمة لهذه الأمة.... وهو أيضا رسالة إلى الغائبين عن فلذات الأكباد أن يستدركوا ما فات، ويجبروا ما وقع من التقصير... )
وبالتالي ، فهو(الكتاب) إن كان يقع في 70 صفحة من الحجم المتوسط فقط ، وخلق لنفسه صورة تتأبى على الترتيب الخاضع للفصول مكتفيا بعدد من المحاور، فإن هذه المحاور غاية في دقة ،مما أهله ليكون دعوة حقيقية للمشاركة في تدوين تاريخنا الأسري، وأخص بالذكر المحور الأخير الذي خصص لبعض المقترحات العملية التي ينبغي إتباعها من طرف الآباء، وبالتالي ضمان حضور إيجابي وفعال في حياة الأبناء.
ولعل أبرز ما يميز هذا الكتاب فضلا عن سهولة العرض والتقديم، هو أنه حرر بلغة عربية تطبعها البساطة و الجمال، لغة استروح فيها عاطر النفحات الربانية ( آيات قرآنية وأحاديث نبوية )فكانت إحدى اللوازم الفنية التي أسعفته في تجاوز العبارات التقريرية، كما أسعفه كل ما تقدم ليكون احد الكتب الجديرة بالقراءة، والتي يجب أن تضمها المكتبة المنزلية.
وأخيرا ، شكرا للدكتور أحمد كافي على جهده المبارك في تحبير هذا الكتاب، شكرا وما لشكري عليه من فضل.
والسلام