الجلسة الافتتاحية للملتقى
وتضمن الكتاب كلمات مجموعة من السادة والسيدات ألقيت خلال الجلسة الافتتاحية للملتقى المشار إليه أعلاه، وهي كلمات كل من السيدة سمية بنخلدون، الرئيسة السابقة لمنتدى الزهراء للمرأة المغربية، وكلمة الأستاذ الدكتور حسن الدوري، ممثل المنظمة العربية للتنمية الإدارية عن جامعة الدول العربية، ثم كلمة السيدة نعيمة بنيحيى، مديرة شؤون المرأة والأسرة والطفولة، ممثلة وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، وكلمة السيدة لطيفة أخرباش، كاتبة الدولة لدى وزير الخارجية والتعاون، والسيدة آمنة عمير بن يوسف، ألقت كلمة باسم الوفود العربية المشاركة، فضلا عن كلمة السيدة حنان الحداد، مشرفة الخلايا النسائية التابعة للمجالس العلمية المحلية بالمغرب.
الإطار المفاهيمي لمفهوم المرأة العربية والتنمية المستدامة
هذا، وتناول الكتاب أربعة محاور، حدد المحور الأول الإطار المفاهيمي لمفهوم المرأة العربية ومسألة التنمية المستدامة، من خلال التصور القرآني للتنمية مع تحديد دور المرأة، حيث أفردته بالنقاش والبحث الدكتورة فريدة زمرد، أستاذة باحثة بدار الحديث الحسنية، تحدثت أساسا عن المفاهيم المؤسسة لتنمية الإنسان في القرآن من خلال مفهوم الاستخلاف ومفهوم التمكين ومفاهيم أخرى كمفهوم الرزق، كما تحدثت عن التصور القرآني لدور المرأة في التنمية من خلال اعتبار أن التنمية حق من حقوق المرأة وواجبها كذلك. وفي ذات السياق، تناولت الدكتورة رقية طه جابر العلواني، أستاذة بكلية الآداب بالبحرين، بالدراسة والتحليل الوسائل التي من شأنها تعزيز دور المرأة العربية في التنمية، محاولة منها تحديد رؤية مستقبلية في الدور المأمول، من خلال تحديدها لوسائل النهوض والارتقاء بوضع المرأة العربية كنشر الوعي باعتماد السلوك العملي، وطالبت بتفعيل دور الإعلام الخارجي وكذا بالتركيز على الحوار مع الشعوب كمدخل للارتقاء بهذا الوضع، كما تحدثت عن التنشئة الاجتماعية ودورها في تشكيل اتجاهات وسلوك الأفراد، ودعت المتدخلة في الملتقى المشار إليه إلى ضرورة تفعيل دور المؤسسات التعليمية والتربوية من خلال مناهج دراسية دقيقة تراعي الخصوصيات الثقافية، فضلا عن المؤسسات الإعلامية بتلاوينها المختلفة، بالإضافة إلى تفعيل دور المؤسسات الدينية والمساجد، وفي ذات المحور وقفت الأستاذة بثينة قروري، الباحثة في العلوم السياسة والقانون الدستوري بجامعة محمد الخامس بالرباط، عند دور المرأة العربية في التنمية المستدامة، حيث تحدثت عن التنمية السياسية في حالة المغرب، وأبرزت عدة مؤشرات عن المرأة العربية والتنمية السياسية، كما تحدثت عن نظام الكوطا بالمغرب، مشيرة إلى مزايا وعيوب هذا النظام، كما قامت بجرد المسيرة التاريخية التي مر منها المغرب في مسألة التنمية السياسية، واقترحت مجموعة من الآليات من أجل تطوير نظام الكوطا كآلية من آليات الفعل السياسي.
البيئة ودور المرأة العربية في تطويرها وتنميتها
وفي المحور الثاني تحدث الكتاب عن البيئة ودور المرأة العربية في تطويرها وتنميتها من خلال الوقوف عند مفهوم النظام البيئي المتكامل، تناوله بالبحث والدراسة الدكتور أحمد عثمان الخولى، أستاذ التخطيط العمراني بكلية الهندسة بجامعة المنوفية بجمهورية مصر العربية، حيث أشار فيه إلى ضرورة تحسين المعلومات من أجل كفاءة وفاعلية الإدارة البيئية وتطوير أساليب تنفيذ المخططات وكذا تأسيس أعمال الإدارة البيئية. فيما حاولت الدكتورة أنيسة كحل العيون، الباحثة في قضايا البيئة، مقاربة موقع المرأة من الاهتمام بالبيئة، أشارت إلى أن الدولة تتحمل مسؤولية كبيرة في الحفاظ على البيئة، فضلا عن المؤسسات الأخرى المدنية والحكومية وغير الحكومية، داعية إلى ضرورة الاهتمام بالمرأة في علاقتها بالبيئة. ومن جهتها، وقفت الدكتورة جميلة العماري، أستاذة بكلية الحقوق بطنجة، عند مشاكل البيئة العربية وآفاق تطويرها، مشيرة إلى المعوقات الاجتماعية التي تعرفها البيئة العربية كالفقر والأمية ورداءة التعليم، خاصة في الوسط القروي، فضلا عن معوقات أخرى ترتبط بالصحة بالإضافة إلى معوقات اقتصادية وسياسية والتي تكرس فكرة النظرة الدونية إلى المرأة في الأوطان العربية على وجه التحديد، مقترحة بذلك تدابير لتصحيح واقع مشاركة المرأة في الشأن العام
دور المرأة العربية في التنشئة الأسرية
ومن جهة أخرى، عالج المحور الثالث دور المرأة العربية في التنشئة الأسرية، من خلال اعتبار أن وظيفة الأمومة تعد البوابة المثلى لأي تنمية حقيقة منشودة، حيث تحدثت فيها الدكتورة إيمان السلاوي، الباحثة في قضايا فقه المرأة، عن الأمومة باعتبارها فطرة وغريزة كما تحدثت عن مظاهر تكريم الأمومة في القرآن والسنة مشيرة إلى واجبات الأمومة المتمثلة في إحسان اختيار والد الولد وصيانة المرأة لحملها وكذا الرعاية الصحية للطفل والسهر على تربية الطفل على مكارم الأخلاق، فضلا عن واجب الرعاية العاطفية وما يصاحبه من إعداد الطفل نفسيا لتحمل المسؤولية ثم الإنفاق على الأولاد وتوفير احتياجاتهم المادية عند الضرورة، كما تحدثت الباحثة عن أثر تشويه مفهوم العبادة عند المسلمين على تردي أداء المرأة لوظيفة العبادة ، فيما تحدثت الأستاذة نعيمة بن يعيش، الفاعلة الجمعوية، عن البعد القيمي والديني للتنشئة الأسرية، تطرقت فيه إلى العلاقة بين الأسرة وقيم المجتمع باعتبارها الوحدة الطبيعية للمجتمع مع الإشارة إلى ما تواجهه هذه الأسرة من تحديات وعلى رأسها العولمة وأخطار ثقافة العولمة على الأسرة، كما تحدثت عن وظيفة الأسرة من خلال مقاصد الشريعة الإسلامية، كما تضمن المحور الإرشاد الأسري بالمغرب من خلال تحديد الحصيلة والآفاق، قدمتها الأستاذة سمية بنخلدون، الأستاذة الجامعية والفاعلة الجمعوية، تحدثت فيها على تجربة المغرب في مجال الإرشاد الأسري في المجال القانوني التشريعي، من خلال القوانين التي تنظم مجال العلاقات الأسرية بالمغرب ثم مدونة الأسرة ومسألة الصلح، مشيرة إلى القطاعات الحكومية ذات العلاقة بالمجال، كما تحدثت عن المرأة وعلاقتها بالأسرة ثم موضوع الطفولة والشباب، كما تطرقت إلى دور المجتمع المدني من خلال مراكز الاستماع للنساء في موضوع ضحايا العنف، مشيدة بمراكز الإرشاد الأسري لمنتدى الزهراء التي تتبنى مقاربة الصلح أساسا
دور المرأة العربية في تطوير المنظمات والمؤسسات العربية
وفي سياق آخر، أبرز المحور الرابع دور المرأة العربية في تطوير المنظمات والمؤسسات العربية، وذلك من خلال قيام الأستاذة جميلة المصلي، الباحثة في قضايا المرأة والأسرة، بقراءة في تجربة التنظيمات النسائية المغربية، حيث تحدثت عن التنظيمات النسائية المغربية، وخلصت إلى الصعوبات والمشاكل التي تعتري القطاع، ومنها ضعف البناء المؤسساتي ومشكل النقص في الأطر البشرية وضعف الاستقطاب، فضلا عن ضعف التنسيق بين عدة جمعيات العاملة في مجال المرأة والأسرية عموما، بالإضافة إلى ضعف التمويل. من جهتها تناولت الدكتورة أسماء الشدادي، الأستاذة بكلية العلوم والتقنيات بطنجة المرأة العربية بين التنمية وإكراهات العولمة، وساقت عدة أمثلة ومعطيات تبين مدى تأثير العولمة على الأسرة وخاصة المرأة الشغيلة، مشيرة إلى نموذج طنجة وما تعانيه من اكتساح للعولمة بالنظر إلى تمركزها في الواجهة مع أوربا وما تتوفر عليه من شركات أجنبية. هذا وخلص الكتاب إلى إقرار مجموعة من التوصيات التي صدرت عن الملتقى العربي الخامس حول دور المرأة العربية في التنمية المستدامة