أصدر مؤخرا العدد الأول من نشرة "صوت المنتدى"، كنشرة حقوقية ثقافية تواصلية، يصدرها منتدى الزهراء للمرأة المغربية.
وأوضحت الأستاذة بثينة قروري رئيسة المنتدى في افتتاحية العدد :" أن المنظور الوسطي التجديدي الذي يحاول المنتدى أن يؤسسه في الساحة النسائية الوطنية هو تعبير عن خط ثالث بين توجهين يقفان على طرفي النقيض، لم ينجح كلاهما في تقديم الإجابة التاريخية المطلوبة في واقع المرأة و الأسرة اليوم. إذ وجد المنتدى نفسه في كثير من الأحيان في صراع مع دعاة التقليد و الارتكان إلى نموذج ماضوي مريح ، كما وجد نفسه في اختلاف مع دعاة الانسلاخ عن قيم المجتمع الأصيلة و أنصار النموذج الجاهز."
وشكل موضوع الإرشاد الأسري بالمغرب ملف العدد ، وقد ساهم في الملف الأستاذة سعاد الزخنيني محامية بهيئة الرباط بموضوع "الإرشاد الأسري بين التشريع و التطبيق" تستعرض فيه المجال القانوني للإرشاد الأسري انطلاقا من مسطرة الصلح بمدونة الأسرة، والمجال التطبيقي من خلال مراكز الاستماع و الإرشاد الأسري، كما قدم العدد قراءة في كتاب "الإرشاد الأسري : أضواء على التجربة" الذي أصدره منتدى الزهراء للمرأة المغربية، و عرفت النشرة بأحد المراكز العاملة في المجال من خلال تقديم ورقة تعريفية لمركز الوئام للإرشاد الأسري بمدينة سلا، و قدمت النشرة خلا صات اليوم الدراسي الذي نظمته جمعية مودة لتنمية المرأة و رعاية الأسرة بالعرائش تحت عنوان" التنزيل العملي لنصوص المدونة بعد 5 سنوات من التطبيق"
وكتبت الدكتورة نجاة الكص ، محامية بهيئة الدار البيضاء و رئيسة جمعية تنمية أسرة الألفية الثالثة بالبيضاء عن "التدابير الحمائية الخاصة بالأجيرة الأم في القانون رقم 99/65 المتعلق بمدونة الشغل" وترى الباحثة أن الأمومة تشكل بالنسبة للمرأة الأجيرة حدثا مهما في حياتها، و تستعرض الباحثة في الباب الأول المقتضيات الخاصة لحماية الأمومة، و في الباب الثاني المقتضيات الخاصة لرعاية الطفولة، و تخلص الأستاذة إلي إبداء مجموعة اقتراحات.
و تناولت النشرة موضوع العنف ضد النساء من خلال الإحصاءات و نشر دراسة ميدانية تشخيصية لأسباب العنف ضد المرأة أنجزتها جمعية كرامة لتنمية المرأة في مدينة طنجة من خلال مقاربة ميدانية لـ 500 حالة شملتها الدراسة.
كما عرفت النشرة بمجموعة من المشاريع التي أنجزتها شبكة منتدى الزهراء كمشروع "دار الطالبة لتمدرس الفتاة بالعالم القروي" التابعة لجمعية مودة للتكافل و رعاية الأسرة بالقنيطرة، و مشروع "مركز البلسم للتدبير المنزلي"، التابع لجمعية الإرشاد النسائي – انزكان أكادير ، ومشروع "إنتاج و تسويق الكسكس البلدي" لجمعية أم البنين للعناية بالأسرة بالراشدية، و مشروع "دار الكرامة للأمهات في وضعية صعبة" ل جمعية كرامة لتنمية المرأة إشكالية التمييز بسبب اللباس، كانت حاضرة كذلك من خلال موضوع "فوبيا الحجاب" للأستاذة بثينة قروري رئيسة المنتدى ، وترى بثينة أن التمييز الذي أصبح يمارس ضد نساء اخترن عن طواعية واقتناع ارتداء الحجاب في بلد دينه الرسمي هو الإسلام ، يثير عدة قضايا للنقاش من وجهة نظر قانونية وحقوقية، و لتجاوز مختلف مظاهر الحيف التي تعرفها النساء المحجبات و الضغوطات التي تمارس عليهن في هذا الشأن تقترح قروري إقرار قانون واضح يمنع التمييز على أساس اللباس، ويقر بحق النساء المحجبات في ولوج جميع الوظائف والمهن انطلاقا من مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص.
وإذ يتزامن صدور نشرة المنتدى مع قرب انعقاد الدورة 54 للمجلس الاقتصادي و الاجتماعي بالأمم المتحدة لتقييم "بكين+15" والتي ستشكل محطة أساسية لمدارسة التقارير الوطنية لمختلف الدول المصادقة على منهاج بكين بغية تتبع مدى تنفيذ المنهاج ، كما ستشكل فرصة لهيئات المجتمع المدني لتقديم بياناتها بهذا الخصوص، فإن النشرة تتضمن مقالا للدكتورة سمية بنخلدون تطرحه كقضية للمناقشة تحت عنوان : " الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالمرأة و المراجعة المطلوبة "، تطرح فيه الدكتورة السياق التاريخي لصياغة الاتفاقيات الدولية في مجال المرأة، كما تعتبر أنه : " و اليوم و بعد مرور أزيد من 30 سنة على اتفاقية "سيداو" و 15 سنة على منهاج عمل بكين، أصبح التقييم الموضوعي و الهادئ لهذه الاتفاقيات يفرض نفسه على ضوء المكتسبات التي راكمها ملف حقوق المرأة و كذلك على ضوء التحولات الأسرية و المجتمعية العميقة التي عرفتها مختلف الدول العربية والغربية على السواء." ، و في هذا الإطار تخلص الدكتورة إلى أن الاتفاقيات الحقوقية التي صدرت تباعا من 1948 إلى 1979 والتي توجت باتفاقية سيداو، جاءت لتعالج إشكالات حقيقية و ظلما و تهميشا كانا يمارسان ضد المرأة ، إلا أنه إذا كانت هذه الاتفاقيات قد حققت أهدافها المعقولة والممثلة في تمكين المرأة من المشاركة والاندماج في الحياة العامة وتطبيع الوضع لصالحها بهذه الخصوص ، فإنها بالمقابل لم تقدم إجراءات كفيلة بتمكين المرأة من القيام بواجبها تجاه الأسرة و بتقوية مؤسسة الأسرة لتستمر في القيام بدورها كمحضن تربوي يساهم في استقرار و تماسك المجتمع و تحقيق التنمية البشرية المتكاملة والمستدامة. لذا تطرح الدكتورة مفاهيم جديدة لمعالجة الملف كمفهوم المساواة المبنية على العدل والإنصاف والكرامة و التكامل في الأدوار عوض المساواة المثلية والندية و التعاند في الأدوار و التي ترهق كلا من الرجل و المرأة وتعصف بالأسرة كيانا وأدوارا.
النشرة لم تخلوا من مستملحات أدبية إذ تضمنت قصاصة أدبية تحت عنوان : "كرم ذكوري" للأستاذة نعيمة بويوغرمني، و مقالا توجيهيا تحت عنوان "المرأة الناجحة" للأستاذة زكية البقالي