أعطت السيدة بسيمة الحقاوي، صباح الاثنين بالرباط، الانطلاقة لـلحملة الوطنية 16 لوقف العنف ضد النساء، التي تتناول موضوع تعبئة مجتمعية للقضاء على العنف ضد النساء"، والتي تمتد فعالياتها إلى غاية 15 دجنبر 2018.
وشمل برنامج إطلاق هذه الحملة تقديم كلمة افتتاحية للسيدة بسيمة الحقاوي، ومداخلات القطاعات الخمسة الشريكة في المنظومة المعلوماتية لمحاربة العنف، وهي وزارة العدل، ووزارة الصحة، ووزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية، والمديرية العامة للأمن الوطني، والقيادة العليا للدرك الملكي. كما شمل برنامج هذه الندوة الوطنية بث الوصلة التحسيسية الخاصة بالحملة، وتقديم برنامجها على المستوى الوطني والجهوي.
وتم إطلاق الحملة في ندوة وطنية تم تنظيمها من طرف وزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية صباح يوم الإثنين 26 نونبر بفندق صومعة حسان – الرباط وذلك بحضور عدد من الفعاليات الحكومية والسياسية والمدنية. وهدف اللقاء إلى تسليط الضوء على الجهود المبذولة من طرف الفاعلين الحكوميين لتجويد منظومة التكفل بالنساء ضحايا العنف على الصعيد الوطني والجهوي والمحلي، وكذا الرهانات المستقبلية.
وأكدت الأستاذة مليكة البوعناني التي حضرت عن منتدى الزهراء في هذا اللقاء أن الحملة الوطنية 16 لوقف العنف ضد النساء تأتي في سياق إقرار قانون العنف ضد النساء 103-13، الذي يعتبره المنتدى انجازا مهما من شأنه أن يساهم في حماية المرأة من كل اعتداء بما في ذلك التحرش والاستغلال الجنسي وكذا تأمين مناخ يوفر لها الاحترام والتقدير، غير أن البوعناني استدركت بالقول أن تحقيق هذه المرامي يبقى رهينا بالتدابير الإجرائية التي ينبغي للدولة اتخاذها لتنزيل هذا القانون خاصة فيما يتعلق بقضية حماية المشتكية. واعتبرت البوعناني حضور الدرك الملكي والأمن الوطني في هذه اللقاء، مؤشرا إيجابي على تكاتف الجهود للمساهمة في رفع المعاناة عن المرأة.
وتعليقا على شعار الحملة "العنف ضد النساء ضسارة والسكات عليه خصارة" قالت الأستاذة مليكة أن العنف ليس "ضسارة" بل هو جريمة بكل أركانها ترتكب في حق المرأة، وأكدت على أن الشعار لا يجسد قوة وبشاعة العنف الممارس ضد المرأة.
وأضافت الأستاذة مليكة البوعناني أن "قضية العنف ضد النساء ظاهرة تؤرق كل المجتمعات باعتبارها جريمة بشعة في حق كرامة المرأة، هي جريمة ضد إنسانية المرأة، وشرخ يصيب كل القيم النبيلة التي دعى إليها الإسلام وجعلها مركزية في تأسيس الأسرة، من قبيل المودة والرحمة والسكينة، واسترسلت القول في تصريحها لموقع منتدى الزهراء أن كلفة العنف الاجتماعية والاقتصادية جد ثقيلة مما يعيق المرأة من المشاركة الفعلية في قطار التنمية وتدبير الشأن العام. وأكدت على أهمية انخراط الجميع من مجتمع مدني ومؤسسات رسمية ومفكرين و مهتمين للعمل على محاصرة الظاهرة وإيقاف هذا النزيف ورفع معاناة النساء واستئصال كل الأفكار تكرس النظرة الدونية المرأة.
من جهتها أكدت الأستاذة بشرى المرابطي الباحثة في علم النفس الاجتماعي وعضو المجلس الإداري لمنتدى الزهراء، أن سبب ارتفاع ظاهرة العنف ضد النساء يعود إلى عدم تحرر المرأة المغربية من الثقافة السائدة المكرسة لدونية المرأة من جهة ومن جهة أخرى يعود إلى وجود بنيات نفسية معنفة داخل المجتمعات ككل، ما يجعل نسبة كبيرة من العنف الزوجي أو العنف داخل الأسرة ناتجة بالأساس عن أبعاد نفسية.