إلى أي حد تؤثر التحولات الاجتماعية والمتغيرات البيئية والتاريخية في وظيفة واستقرار الأسرة على مستوى التنشئة الاجتماعية، وإنتاج منظومة القيم وتحصينها؟
وهل الأسرة هي مجرد مستهلكة لقيم جاهزة ومصدرة لفئات بشرية؟ ومحافظة على استقرار المؤسسات الاجتماعية؟ أم أنها مؤسسة منتجة للأفكار والقيم والبنيات البشرية المتصارعة والثائرة؟
وإلى أي حد تستطيع باقي مؤسسات المجتمع (مؤسسات تعليمية، نوادي تربوية، جمعيات ثقافية وتربوية...) إشباع حاجة المجتمع المتزايدة لمختلف أنواع القيم الدينية والاجتماعية والمعرفية؟
إنها تساؤلات حاول الدكتور محمد إبراهيمي الإجابة عنها وتلمس تفاصيلها في كتابه "الأسرة والقيم بين المقاربتين الوضعية والمرجعية" والذي تم توقيعه ضمن برنامج منتدى الزهراء للمرأة المغربية بالمعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء في دورته الرابعة والعشرين يومه الجمعة 16 فبراير 2018.
ويتناول الكتاب القيم من منظور غربي وغيره ليخلص إلى أن آيات الذكر الحكيم تضمنت تشريعات لقضايا الأسرة صاحبتها بتوجيها مستمرة هدفها تقوية القاعة الرئيسية التي يقوم عليها المجتمع،وتمتين شبكة علاقاتها على قيم المودة والتضامن والتعاون والتضحية، والالتزام الشامل لأن "أهمية الاسرة لا تكمن في الدم المشترك بقدر ما تكمن في التفاعل المستمر المتغلغل بين الزوج والزوجة والآباء والأبناء والإخوة والأخوات".
واختار مؤلف الكتاب أن يحصر تناول الموضوع بالتطرق إلى وظيفة الأسرة وشبكة علاقاتها في اتجاهين اثنين، اتجاه وظيفي ماركسي ينطلق من الأسس التي رسمتها المقاربة الوضعية في دراسة المؤسسات الاجتماعية، ثم اتجاه مقصدي يمتح من العقيدة والمنهجية الإسلامية.
وحظي الكتاب بإقبال من زوار فضاء التوقيعات بالمعرض الذين حضروا حفل التوقيع وهم يمثلون شرائح مختلفة من المجتمع.
ويعتبر حفل توقيع الكتاب المذكور من أهم أنشطة منتدى الزهراء للمرأة المغربية بالمعرض إلى جانب توقيع كتاب الأستاذة نسرين بوخيزو حول الصحراء المغربية، وتنظيم ندوة يوم السبت 10 فبراير 2018 حول السياسة الأسرية في عالم متغير أطرها كل من المختص في علم الاجتماع عبد السلام الكرومبي والدكتور محمد ابراهيمي والخبيرة في مجال الأسرة ورئيسة المجلس الإداري لمنتدى الزهراء للمرأة المغربية المهندسة سمية بنخلدون.
حبيبة أوغانيم ـ البيضاء