منتدى الزهراء ينظم الملتقى التكويني الثاني حول الوساطة الأسرية

في إطار تنفيذ الجزء 2 من مشروع "مواكبة وتمكين لتقوية قدرات الجمعيات النسائية في مجال مواكبة تطبيق مدونة الأسرة وحماية المرأة من العنف"، بدعم من وزارة العدل، نظم منتدى الزهراء للمرأة المغربية الملتقى التكويني الثاني حول الوساطة الأسرية تحت شعار "المأسسة والتأهيل رهانين لتطوير التجربة المغربية في مجال الوساطة الأسرية"، يوم السبت 6 ماي 2017، لفائدة جمعيات الشبكة التي تتوفر على مركز الاستماع والإرشاد الأسري قائم أو في طور الانجاز. وقد قام بتأطير هذا الملتقى أساتذة مختصين في المجال القانوني والنفسي.

استهلت الدورة بكلمة للأستاذة عزيزة البقالي القاسمي أكدت فيها على أن الأسرة هي الخلية الأساس في تكوين المجتمع، وعليه يرتكز تحقيق استقراره وتماسكه وبالتالي الرفع من إنتاجيته وفاعليته، وبينت الاهتمام الذي أولاه المنتدى منذ تأسيسه لحماية الأسرة وذلك بتطوير البرامج والمشاريع الهادفة لدعم تماسك الأسرة وتقوية أدوارها، بالإضافة إلى الاستثمار في دعم قدرات الجمعيات العاملة في مجال الأسرة عموما وفي مجال الاستماع والإرشاد الأسري على الخصوص. وفي نفس السياق أوضحت رئيسة منتدى الزهراء أن الملتقى التكويني الثاني للجمعيات العاملة في مجال الإرشاد الأسري، يسعى من جهة لاستكمال برنامج تطوير مهارات جمعيات الشبكة المشتغلة في مجال الوساطة، ومن جهة أخرى يرعى تأسيس شبكة وطنية للوساطة الأسرية.  كما أكدت أن إخراج هذه الهيئة إلى الوجود والذي يأتي تنفيذا لتوصيات الملتقى التكويني الأول الذي نظمه المنتدى في السنة الماضية حول الوساطة الأسرية، يضع لبنة  جديدة في مسار المؤسسات المدنية العاملة لخدمة قضايا الأسرة، إذ تراهن الجمعيات المشاركة أن تضطلع  هذه الهيئة الجديدة بأدوار مهمة  في مجال الترافع حول قضايا الأسرة وحقوقها، وأن تنسق الجهود في دعم ومساندة الأسرة لأداء أدوارها.

من جهته قدم الأستاذ حميد فضلي رئيس قسم القضاء الأسري بابتدائية شفشاون عرضا تقديميا في موضوع الوساطة الأسرية  استهلها بالتطرق لمفهوم النزاع ودرجاته بالتركيز على أبعاده البنيوية والشخصية والقيمية، ثم تحدث عن الوساطة باعتبارها وسيلة اختيارية لحل النزاع يقوم بها وسطاء محايدون عبر مسار مهيكل لمساعدة الأطراف المتنازعة على التوصل بأنفسهم إلى الاتفاق إلى حل يرضي الطرفين، والتي من أهم مرتكزاتها وقيمها تدبير الحوار، والتركيز على المصالح والحاجيات.

لينتقل بعدها الخبير الممارس الوساطة  إلى الورشات التدريبية والتي تضمنت تطبيقات عملية للمراحل الستة المتعلقة بالوساطة الأسرية بداية بالمرحلة الأولى التي يكون الهدف منها هو زرع الهدوء لدى الأطراف وتقديم معلومات عن الاجتماع وذلك بتوضيح ما هي الوساطة في النزاع ودور الوسطاء مثلا وكذا تأكيد أن هذه العملية تتسم بالسرية.

بعدها المرحلة الثانية التي تعطي فرصة للأطراف من أجل شرح سبب النزاع والتي يمكن للوسيط فيها أن يسأل عما حصل وعن مصالح وحاجيات الأطراف مع ضرورة إعادة صياغة الأفكار المطروحة من أجل مصادقة الطرفين عليها.

لينتقل بعدها الأستاذ إلى المرحلة الثالثة التي يكون الهدف منها أن يصل الطرفان إلى الاتفاق على طبيعة المشاكل التي يجب أن تحل، ثم المرحلة الرابعة التي يقترح فيها الطرفان حلولا قابلة لأن تشكل قاعدة للتفاوض حيث يبادر الوسيط إلى فتح المجال أمام الطرفين للمساهمة بعدد اكبر من الأفكار والمقترحات بدون قيد أو شرط، أما المرحلة الخامسة فهدفها أن يختار الطرفان الحلول التي يريانها أفضل الحلول لهما ولأولادهما حيث يبقى دور الوسيط هو المساعدة وتجميع المقترحات بدءا بما هو متفق عليه، وتبقى المرحلة السادسة هي توصل الطرفين إلى اتفاق ووصف الحلول على المدى القريب والبعيد.

من جهته اطر الدكتور لطفي الحضري اخصائي ومعالج نفسي ورشة حول كيفية إدارة نفسية الوسيط الأسري خلال عملية الوساطة الأسرية، تطرق فيها إلى أهمية التكوين الذاتي للوسيط والتي تكمن في التمييز بين ذات الوسيط وذات الراغب في الوساطة، مستعرضا لبعض المفاهيم الأساسية كالتمثل الذاتي التي تعني أنه على الوسيط تحديد الهدف الذي جعله يختار هذه المهنة والبحث عن الحافزية التي حدت به للعمل في هذا المجال، وكذا أزمة الكفاءة فالوسيط يحصل على عدد من الدبلومات والتكوينات ويتلقى عدة معلومات مما يجعله يعتقد أن التقنيات التي يعتمدها ستنجح مع جميع الحالات وفي حالة الفشل يحس بعدم الكفاءة التي قد تؤدي به في بعض الأحيان إلى التخلي عن مهمته كوسيط، كما عرج على بعض الآليات الدفاعية التي قد تؤدي إلى تشويه العلاقة بين الواقع والزمان والمكان والتي تكمن في التقمص و الإسقاط والآلية الانتقالية والتعميم، وقد تخلل تحليل الدكتور أمثلة تطبيقية عملية على بعض الحضور.

وفي نهاية عرضه تناول الأستاذ موضوع مصداقية الوسيط ولخصها في ضرورة إعطاء انطباع جيد عن العمل الذي يقوم به ، منبها على ضرورة الفصل بين المهني والذاتي بمراعاة مجموعة من الأمور كعدم الحديث عن العمل داخل البيت وعدم التحدث مع الحالات خارج أوقات العمل. ليفتح باب النقاش للمتدخلين لطرح الإشكاليات التي تواجههم في عملهم كوسطاء.

وقد عرف يوم الأحد 7 ماي 2017 ، تنظيم الجمع العام التأسيسي للشبكة الوطنية للوساطة الأسرية بحضور 22 جمعية من الجمعيات المشتغلة على قضايا الأسرة عبر ربوع المملكة.

وبعد عرض ومناقشة القانون الأساسي وبعد المصادقة على مسطرة الانتخاب تم الشروع في انتخاب الرئيسة وأعضاء المكتب

وفي الختام ألقت رئيسة الشبكة الوطنية للوساطة الأسرية المنتخبة الأستاذة أسماء المودن كلمة شكرت فيها الحضور على الثقة التي حضيت بها وأعضاء المكتب، داعية الله أن يوفق هذا المولود الجديد في النهوض بقضايا الأسرة، واختتم الجمع أشغاله بالدعاء الصالح.