المغرب ورهان استضافة المنتدى العالمي لحقوق الإنسان

تعد استضافة المغرب للمنتدى العالمي لحقوق الإنسان في الفترة الممتدة ما بين 27 نونبر الجاري 30 منه، بمثابة اعتراف دولي لما يبدله من مجهودات جبارة في إطار إقرار منظومة حقوق الإنسان، وتتويجا لأزيد من عقدين  من الزمن استطاع  فيهما أن يتصالح مع ماضيه وان يبني مستقبله الحقوقي بخطوات ثابتة وفق إستراتيجية واضحة المعالم، فما هي الرهانات التي يراهن المغرب على كسبها من خلال تنظيمه لمثل هذه التظاهرة العالمية ؟

يسعى المغرب لكي تكون دورة مراكش، دورة متميزة عن سابقتها بالبرازيل التي انعقدت في السنة الماضية ونظمت بعد مرور حولي عشرين سنة عن دورة جنيف 1993، هذه الدورة الفاصلة كان من سماتها غلبة المنتديات الاجتماعية والحركات الاحتجاجية ومناقشة القضايا الامريكولاثينية، وعليه فإن دورة مراكش هي الدورة الإستئنافية الحقيقية، دورة الإنتاج الحقوقي بامتياز خصوصا أنها مرتبطة باستحقاقات حقوقية ذات أهمية كبرى بنسبة للوطن وهي:

- استعداد الأمم المتحدة لمؤتمر بكين +20.

- تقيم أهداف الألفية من أجل التمنية 2005\2015.

- مواكبة الإنتاج الحقوقي فيما يخص حقوق الشباب الفئوية ومقاربة النوع.

ويراهن المغرب أيضا على هذا المنتدى باعتباره فضاء عالمي للحوار حول قضايا حقوق الإنسان ولكونه فرصة للتفكير التعددي بين مختلف الفاعلين الحقوقين، الحكومين  أو المدنين مع نظرائهم اللأممين، من أجل التسويق للتجربة المغربية على اعتبار أنها تجربة رائدة على مستوى الدول الجوار.

 كما يراهن المغرب على تعبئة جهود كل الفعاليات الحقوقية الوطنية من أجل الدفاع عن المصالح العليا للبلاد وخاصة قضية الوحدة الترابية والتحسيس بأهمية المقترح المغربي لحل النزاع القائم حول هذا الملف ألا وهو مبادرة الحكم الذاتي في نطاق تنزيل الجهوية الموسعة بالمغرب.

ومن الأمور التي يراهن عليها المغرب بتنظيمه لهذا المنتدى، إبراز القدرات التنظيمية واللوجيستيكية والتواصلية والأمنية وغيرها، والتي تجعل منه قبلة متميزة للاحتضان هذه التظاهرة ومثيلاتها حاضرا أو مستقبلا.

وأخيرا يراهن المغرب على تعزيز مكانته في المنظومة الحقوقية الدولية بصفته حاليا عضو بالمجلس الدولي لحقوق الإنسان بجنيف، يستحق هذه العضوية، التي تجعل منه بلدا متميزا في محيطه الإقليمي.

إن المغرب بتنظيمه لهذا المنتدى يرسل رسائل عديدة أهمها:

انه بلد الانفتاح والتطور والتسامح والتوافق، والوفاء بالتزاماته الدولية الحقوقية التي تجعل منه سباقا لطرح العديد من المبادرات المتسمة بالجرأة والاستشراف، سواء عبر سياسات حكومية مختلفة ومتراكمة على المستوى الداخلي، أو عبر مقترحات عملية لحل مشكل الصحراء بما يحافظ على استقرار المنطقة وتنميتها بما لا يضر بمصالح القوى العالمية الحية. 

ذة.ايمان لعوينا رئيسة جمعية المستقبل للأسرة والشباب لاقليم النواصر